الخميس، 8 أغسطس 2013

صَفعت نفسها كثيرآ , مرارآ وتكرارآ ولم يَعد بُوسعها تدارك الأشياء من حولها,تنازلت هي عن الكثير الكثير وما زالت تطرقُ الذكريات بوابات تفاصيلها , تستنزفُ كل الأفكار منها  وكلّ الهذيان ..
... أستيقظت باكرآ على غير عادتها , تنتظر شيئآ ..
جفونٌ متكاسلة وقلب يخفِقُ ببطئٍ شديد وكأن شيئآ ما أوقف عضلاتها المتسارعة التي تخفق ,, وما زال قلمها ينتظر منها حرف !!
بقيت مُلقاة على ظهرها , وجزيئاتُ الظلام تتخلل أكثر , تُلقي همسات باردة على روحها وتُعييها سحب الأمنيات أكثر , 
.. على شاطئ ذكرى رَست , مع أنها لا تحبُّ السير على رمال الشاطئ ولكن صوتٌ ما يرتجف في العمق ,و نبضه تختبئ بين الإثنين , !
..
تنامُ هي بالأصل على وسادة من أحلام , وتتغطى بوشاح الأمل كلّ ليلة لترتشح كل صباح بحلمٍ جديد نمى على أصابع الوحدة التي تعيش ..!
... هي تعلمُ أنها محطَّ أنظار الجميع , بهذيانها وفكرها ولُبَّ ما تحمل من لباب العافية الطاهرة !
... رنّ المنبه وإذ بها تستيقظُ على أصوات التكبيرات وإذ بها تتدارك كل حواجز الخوف الذي عاشته الليلة الماضية وثِقل وحجم الوحدة التي تحملها على كاهلها منذ أن قررت أن تسير على جنبات القمر الرمادي ,,وتنشل نفسها من ديمومة الأنتظار !

حينما كبرّت التكبيرة السابعة وهي في أدائها  صلاة العيد  الذي هو بمثابة عيد سعيد لكل الألم التي تملك , عيد أسعد في طرق الذاكرة وعبئ الحُلم , عيد لكلّ التفاصيل ولحقائب الدموع وهذيان الروح ..  
بوقتها , كان الإمام يقرأ الفاتحة وهي تستطرق وتسترجع أحداث رمضان كلها , وكأن بصوتِ الإمام أسترجعت ذاكرتها شريطٍ كامل وهي ما زالت تجترئ الذاكرة في كل وقت , لتكمل وتصل الى دعاءٍ خفي في الضلوع اعتادت هي ان تلحّنهُ قبل أن تسّلم   !!
..
هي تعلم ان لا أحد يسمعها لانها في كينونةٍ لا نطاق ولا حدود لها , تجدها تنسجمُ على اوتار خفيه أخفتها عن رفيقاتها لكي لا تزيد الحُرق حرقة ... 

ولكنها وجدت نفسها عند إحداهن صامته تخجل من نفسها حينما طُرِدت من عفو الرفقة وكأنها لم تكن , وكأنها قطعة جليد تذوب وكأنها لا شيء من كل الأشياء في الغربة ..
.. فيا للحمق الذي نعتلي ويا لتفاصيل الرِّق الذي نملك ,
لنتجرد أمام أول شخصٍ حاولَ أن ينشلنا , ولا فائده من نشلنا بين أكوام الحُلم الناقص الذي لن يكتمل الا بعد خسارات فادحة ومعارك ما أشّد وطئها على رفوف الروح !!
لنُمسي بروحٍ هادئة باسمة تبتسم لِلحن الحياة العابر ولكنها تإنُّ وما يدريك أنينها 
تستصرخُ وأي صراخ ...(إستمع الى ما تعجز عن قوله ),,!
فالصمت يتحدث من جُلِّ الألم ..